أبدا اولا بذكر بعض ابيات القصيدة الجميلة للامام البوصيرى
مع العلم ان القصيدة 99 بيت احبها كثيرا الشيخ الشعراوى واحبها اكثر بصوت العطوانى
فكان يقول " كتبها الامام البوصيرى وقراها الشيخ العطوانى "
وهذة جزء منها
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا * * * علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلمٍ * * * مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدمِ
أَمْ هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ * * * وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضمِ
فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا * * * وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــمِ
أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــمٌ * * * ما بين منسجم منه ومضطــــــــرمِ
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ * * * ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت * * * به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ
وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــــــنى * * * مثل البهار على خديك والعنــــــــمِ
يا هل ترى طيف من أهوى فأرقنـــــــي * * * والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ
يا لائمي في الهوى العذري معـــــذرة * * * مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــــــمِ
عدتك حالي لا سري بمســــــــــــــتترٍ * * * عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــمِ
محضتني النصح لكن لست أســـــمعهُ * * * إن المحب عن العذال في صــــــممِ
إنى اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي * * * والشيب أبعد في نصح عن التهـــم
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت * * * من جهلها بنذير الشيب والهــــرمِ
ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى * * * ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم
لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــــــــره * * * كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ
من لي برّدِ جماحٍ من غوايتهـــــــــــــا * * * كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُمِ
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا * * * إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــمِ
والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى * * * حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــمِ
فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه * * * إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــمِ
وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ * * * وإن هي استحلت المرعى فلا تسمِ
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــةً * * * من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسمِ
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع * * * فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــمِ
واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت * * * من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهمــا * * * وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــمِ
ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً * * * فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــمِ
أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ * * * لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُمِ
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه * * * وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً * * * ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــمِ
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى * * * أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورمِ
وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى * * * تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدمِ
وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ * * * عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــممِ
وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه * * * إن الضرورة لا تعدو على العصــــمِ
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن * * * لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ
محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـ * * * ـن والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ * * * أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــمِ
هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته * * * لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــمِ
دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه * * * مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــمِ
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ * * * ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ * * * غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ
وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم * * * من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــمِ
فهو الذي تـــــــم معناه وصورتـــــــه * * * ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــمِ
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه * * * فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــمِ
دع ما ادعته النصارى في نبيهـــــم * * * واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكــــــم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف * * * وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــمِ
فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه * * * حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــمِ
لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً * * * أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــمِ
لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه * * * حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى * * * في القرب والبعد فيه غير منفحـــــمِ
كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ * * * صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــمِ
وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه * * * قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ * * * وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا * * * فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــمِ
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا * * * يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــمِ
أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ * * * بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــمِ
كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ * * * والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــمِ
كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه * * * في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــمِ
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ * * * من معدني منطق منه ومبتســــــــم
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ * * * طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ
أبان مولده عن طيب عنصـــــــــره * * * يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــمِ
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــمُ * * * قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــمِ
وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ * * * كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــمِ
والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ * * * عليه والنهر ساهي العين من سـدمِ
ملحوظة هذة هى كلمات القصيدة اما ما سوف تسمعونة من تسجيل انما هى القصيدة ولكن مطعمة بابيات جميلة تسمى تسبيع مثلا هكذا :
الله يشهد أن الصب منكظم
من الغرام وفي أحشائه ألم
كأنه فرع من الكتمان ملتجم
ودمع عينيه من جفنيه منسجم
من حر نار لها في قلبه ضرم
أيحسب الصب أن الحب منكتم *** ما بين منسجم منه ومضطرم
فالبيت الاخير من القصيدة ذاتها اما الاوائل فهى ابيات قافيتها كشطر البيت الذى من القصيدة
نبذة عن الشيخ
اسمه عبد العظيم أحمد سليم، وشهرته عبد العظيم العطواني؛ نسبة إلى قرية العطواني؛ وهي إحدى أشهر قرى مركز "إدفو" بمحافظة أسوان جنوب مصر. وكعادة أبناء قرى صعيد مصر التي ما زالت تحتفظ بكيانها وتقاليدها العريقة وثقافتها المتميزة.. كانت بدايته في كتاب القرية أحد أهم مظاهر التمسك بالدين والعتبة الأولى والأساس نحو مدارج العلم المختلفة. فكانت الخطوة الأولى للشيخ عبد العظيم تعلم أحكام القرآن الكريم وحفظه كاملا مجودا، وقد لمس شيخ الكتاب إمكانات العطواني، فدفعه إلى أن تكون الغاية والوسيلة هي كتاب الله وأحكام تجويده وما استتبع ذلك من خطوات تمثلت في ترحاله للاستزادة من دراسته للقرآن حفظا وتجويدا وأحكاما، وكان الشيخ البطيخي الذي تعلم على يديه الشيخ محمد صديق المنشاوي أحد أبرز معلمي الشيخ العطواني في فترة صباه.
ولعله من المناسب هنا أن نذكر أن أبناء صعيد مصر لهم ذوقهم الراقي والرفيع في الاستماع إلى القرآن الكريم والابتهالات الدينية، ولهم الموهبة الفطرية في التواصل مع قارئ القرآن الذي يتمكن من أفئدتهم بإجادته وتجويده، وإعمال الأحكام بمهارة وحرفية يبرزها ما يملك القارئ والمنشد من ملكات صوتية تمكنه من الغوص في بحار القرآن العظيم بسهولة.
هذا التواصل بين القارئ والمستمع خلق نوعا من الحميمية والصداقة بين صوت القارئ والمجتمع الصعيدي؛ بحيث أصبح من الصعب أن تكون مجيدا ومسموعا إذا فقدت هذا التواصل الروحي مع المستمع والمتلقي، هذا إضافة إلى أن بيئة الجنوب بما تحمله من هدوء واستقرار واطمئنان للنفس ومحبة وتعارف بين الناس -وهو ما يصعب أن تجده في مجتمع المدينة- يساعد على تنمية ملكات الاستماع والتذوق.
وكان من أهم من تأثر بهم الشيخ العطواني هو الشيخ محمد متولي الشعراوي عام 1983، وكانت أشرطة الكاسيت تحمل قصيدة البردة للشيخ العطواني قد انتشرت، وكان لقاؤه بالشيخ الشعراوي بحضور الشيخ محمد عبده يماني وزير الإعلام السعودي الأسبق، وكان الشيخ يماني من المرددين في الجلسة وراء إنشاد العطواني.
ومما يتذكره الشيخ العطواني بشأن البردة أن الشيخ الشعراوي كان يحب أن يستمع لإنشادها، وكان حجة فيها من كثرة ما قرأها وسمعها بتمعن وتيقن، حتى إنه طلب منه استبدال كلمات بعض الأبيات؛ لتزداد حسنا، ويضرب أمثلة على ذلك، منها أن البوصيري كان يقول:
فاق النبيُ في خُلُق وفي خَلْق *** ولم يدانوه في عِلم ولا كرم
فطلب الشيخ الشعراوي أن تعدل لتصبح هكذا:
تاج النبي في خلق وفي خلق*** وهم روافده في العلم والكرم
وكان البوصيري يقول عنه صلى الله عليه وسلم:
كأنه وهو فرد من جلالته *** في عسكر حين تلقاه وفي حشم
فطلب فضيلته أن تكون:
كأنه وهو فرد من مهابته *** في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كذلك يقول البوصيري:
لا طيب يعدل تربا ضم أعظمه *** طوبى لمنتشق منه وملتئم
فقال الشيخ:
يا طيب مقصورة في قصر برزخه *** طوبى لمنتشق منه وملتئم
وكذلك يقول البوصيري:
وقدّمتك جميع الأنبياء بها *** والرسل تقديم مخدوم على خدم
فطالب الشيخ بأن تكون:
وقدمتك جميع الأنبياء بها *** مبشرين بأبهى نعمة النعم
كما أن فضيلة الشيخ الشعراوي قد أضاف بيتا منه في خاتمة البردة يقول فيه:
وأجزِ البوصيري خيرا حيث شرفنا *** بمدح أحمد أبهى نعمة النعم
لقد كان للشيخ العطواني قصة وحكاية مع البردة، ويرى أن أعظم ما أفاد منها تعظيم ذات الله سبحانه والخشوع أمامها، وألا يمدح أو يطلب رضا أحد من الناس بعد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مع العلم ان القصيدة 99 بيت احبها كثيرا الشيخ الشعراوى واحبها اكثر بصوت العطوانى
فكان يقول " كتبها الامام البوصيرى وقراها الشيخ العطوانى "
وهذة جزء منها
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا * * * علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلمٍ * * * مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدمِ
أَمْ هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ * * * وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضمِ
فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا * * * وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــمِ
أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــمٌ * * * ما بين منسجم منه ومضطــــــــرمِ
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ * * * ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ
فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت * * * به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ
وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــــــنى * * * مثل البهار على خديك والعنــــــــمِ
يا هل ترى طيف من أهوى فأرقنـــــــي * * * والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ
يا لائمي في الهوى العذري معـــــذرة * * * مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــــــمِ
عدتك حالي لا سري بمســــــــــــــتترٍ * * * عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــمِ
محضتني النصح لكن لست أســـــمعهُ * * * إن المحب عن العذال في صــــــممِ
إنى اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي * * * والشيب أبعد في نصح عن التهـــم
فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت * * * من جهلها بنذير الشيب والهــــرمِ
ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى * * * ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم
لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــــــــره * * * كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ
من لي برّدِ جماحٍ من غوايتهـــــــــــــا * * * كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُمِ
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا * * * إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــمِ
والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى * * * حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــمِ
فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه * * * إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــمِ
وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ * * * وإن هي استحلت المرعى فلا تسمِ
كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــةً * * * من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسمِ
واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع * * * فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــمِ
واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت * * * من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ
وخالف النفس والشيطان واعصهمــا * * * وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــمِ
ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً * * * فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــمِ
أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ * * * لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُمِ
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه * * * وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً * * * ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــمِ
ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى * * * أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورمِ
وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى * * * تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدمِ
وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ * * * عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــممِ
وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه * * * إن الضرورة لا تعدو على العصــــمِ
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن * * * لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ
محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـ * * * ـن والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ * * * أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــمِ
هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته * * * لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــمِ
دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه * * * مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــمِ
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ * * * ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرمِ
وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ * * * غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ
وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم * * * من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــمِ
فهو الذي تـــــــم معناه وصورتـــــــه * * * ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــمِ
منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه * * * فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــمِ
دع ما ادعته النصارى في نبيهـــــم * * * واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكــــــم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف * * * وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــمِ
فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه * * * حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــمِ
لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً * * * أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــمِ
لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه * * * حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ
أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى * * * في القرب والبعد فيه غير منفحـــــمِ
كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ * * * صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــمِ
وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه * * * قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ
فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ * * * وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا * * * فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــمِ
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا * * * يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــمِ
أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ * * * بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــمِ
كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ * * * والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــمِ
كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه * * * في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــمِ
كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ * * * من معدني منطق منه ومبتســــــــم
لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ * * * طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ
أبان مولده عن طيب عنصـــــــــره * * * يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــمِ
يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــمُ * * * قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــمِ
وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ * * * كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــمِ
والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ * * * عليه والنهر ساهي العين من سـدمِ
ملحوظة هذة هى كلمات القصيدة اما ما سوف تسمعونة من تسجيل انما هى القصيدة ولكن مطعمة بابيات جميلة تسمى تسبيع مثلا هكذا :
الله يشهد أن الصب منكظم
من الغرام وفي أحشائه ألم
كأنه فرع من الكتمان ملتجم
ودمع عينيه من جفنيه منسجم
من حر نار لها في قلبه ضرم
أيحسب الصب أن الحب منكتم *** ما بين منسجم منه ومضطرم
فالبيت الاخير من القصيدة ذاتها اما الاوائل فهى ابيات قافيتها كشطر البيت الذى من القصيدة
نبذة عن الشيخ
اسمه عبد العظيم أحمد سليم، وشهرته عبد العظيم العطواني؛ نسبة إلى قرية العطواني؛ وهي إحدى أشهر قرى مركز "إدفو" بمحافظة أسوان جنوب مصر. وكعادة أبناء قرى صعيد مصر التي ما زالت تحتفظ بكيانها وتقاليدها العريقة وثقافتها المتميزة.. كانت بدايته في كتاب القرية أحد أهم مظاهر التمسك بالدين والعتبة الأولى والأساس نحو مدارج العلم المختلفة. فكانت الخطوة الأولى للشيخ عبد العظيم تعلم أحكام القرآن الكريم وحفظه كاملا مجودا، وقد لمس شيخ الكتاب إمكانات العطواني، فدفعه إلى أن تكون الغاية والوسيلة هي كتاب الله وأحكام تجويده وما استتبع ذلك من خطوات تمثلت في ترحاله للاستزادة من دراسته للقرآن حفظا وتجويدا وأحكاما، وكان الشيخ البطيخي الذي تعلم على يديه الشيخ محمد صديق المنشاوي أحد أبرز معلمي الشيخ العطواني في فترة صباه.
ولعله من المناسب هنا أن نذكر أن أبناء صعيد مصر لهم ذوقهم الراقي والرفيع في الاستماع إلى القرآن الكريم والابتهالات الدينية، ولهم الموهبة الفطرية في التواصل مع قارئ القرآن الذي يتمكن من أفئدتهم بإجادته وتجويده، وإعمال الأحكام بمهارة وحرفية يبرزها ما يملك القارئ والمنشد من ملكات صوتية تمكنه من الغوص في بحار القرآن العظيم بسهولة.
هذا التواصل بين القارئ والمستمع خلق نوعا من الحميمية والصداقة بين صوت القارئ والمجتمع الصعيدي؛ بحيث أصبح من الصعب أن تكون مجيدا ومسموعا إذا فقدت هذا التواصل الروحي مع المستمع والمتلقي، هذا إضافة إلى أن بيئة الجنوب بما تحمله من هدوء واستقرار واطمئنان للنفس ومحبة وتعارف بين الناس -وهو ما يصعب أن تجده في مجتمع المدينة- يساعد على تنمية ملكات الاستماع والتذوق.
وكان من أهم من تأثر بهم الشيخ العطواني هو الشيخ محمد متولي الشعراوي عام 1983، وكانت أشرطة الكاسيت تحمل قصيدة البردة للشيخ العطواني قد انتشرت، وكان لقاؤه بالشيخ الشعراوي بحضور الشيخ محمد عبده يماني وزير الإعلام السعودي الأسبق، وكان الشيخ يماني من المرددين في الجلسة وراء إنشاد العطواني.
ومما يتذكره الشيخ العطواني بشأن البردة أن الشيخ الشعراوي كان يحب أن يستمع لإنشادها، وكان حجة فيها من كثرة ما قرأها وسمعها بتمعن وتيقن، حتى إنه طلب منه استبدال كلمات بعض الأبيات؛ لتزداد حسنا، ويضرب أمثلة على ذلك، منها أن البوصيري كان يقول:
فاق النبيُ في خُلُق وفي خَلْق *** ولم يدانوه في عِلم ولا كرم
فطلب الشيخ الشعراوي أن تعدل لتصبح هكذا:
تاج النبي في خلق وفي خلق*** وهم روافده في العلم والكرم
وكان البوصيري يقول عنه صلى الله عليه وسلم:
كأنه وهو فرد من جلالته *** في عسكر حين تلقاه وفي حشم
فطلب فضيلته أن تكون:
كأنه وهو فرد من مهابته *** في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كذلك يقول البوصيري:
لا طيب يعدل تربا ضم أعظمه *** طوبى لمنتشق منه وملتئم
فقال الشيخ:
يا طيب مقصورة في قصر برزخه *** طوبى لمنتشق منه وملتئم
وكذلك يقول البوصيري:
وقدّمتك جميع الأنبياء بها *** والرسل تقديم مخدوم على خدم
فطالب الشيخ بأن تكون:
وقدمتك جميع الأنبياء بها *** مبشرين بأبهى نعمة النعم
كما أن فضيلة الشيخ الشعراوي قد أضاف بيتا منه في خاتمة البردة يقول فيه:
وأجزِ البوصيري خيرا حيث شرفنا *** بمدح أحمد أبهى نعمة النعم
لقد كان للشيخ العطواني قصة وحكاية مع البردة، ويرى أن أعظم ما أفاد منها تعظيم ذات الله سبحانه والخشوع أمامها، وألا يمدح أو يطلب رضا أحد من الناس بعد مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والان الى التحميل واسف للاطالة[/center]
http://www.4shared.com/file/55903233/cf388b87/03__3____-____.html?s=1